الثمالي رحمهالله أنه قال : في كل موضع من القرآن الذي وقع فيه لفظ الرّجم فهو بمعنى القتل ، إلا في سورة مريم في قصة إبراهيم في قوله : (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ) ، فإنه هنا بمعنى الشتم.
١١٧ و ١١٨ ـ (قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ ...) أراد أنه إنما يدعو عليهم لتكذيبهم بالحق لا لإيذائهم له (فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ) من الفتاحة بالكسر والضم وهي الحكومة ، أي فاحكم بيننا (فَتْحاً) حكما وقضاء بالعذاب بقرينة قوله : (وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) فان طلب النجاة من شيء مكروه وبقرائن أخر تجيء تلوها كما هو ظاهر.
١١٩ ١٢٠ ـ (فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ...) اي المملوء. وعن الباقر : المجهّز ، فخلّصناه بواسطة السفينة (ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ) أي بعد إنجائه مع المؤمنين به (ع) (الْباقِينَ) الذين لم يركبوا السفينة معه.
١٢١ و ١٢٢ ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ ... الْعَزِيزُ ...) أي القادر على الانتقام من الكفرة في الدنيا بأنواع العذاب ، وفي الآخرة كذلك. والحاصل أنه غالب على أمره وقد مرّ تفسير الآيتين.
* * *
(كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٢٤) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٢٥) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٢٦) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٢٧) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (١٢٨) وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (١٢٩) وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (١٣٠) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٣١) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ (١٣٢) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ (١٣٣) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٣٤) إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٣٥))