١٣١ إلى ١٣٥ ـ (فَاتَّقُوا اللهَ ...) تجنّبوا غضبه وأطيعوا أمري ، فهو الذي (أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ) فأعطاكم سبحانه الأولاد والنّعم والأنعام والخيرات وغير ذلك ممّا جعل بلادكم كأنها جنان النعيم ، ولذلك ف (إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ) إن بقيتم على عنادكم (عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) في الدنيا أو في الآخرة.
* * *
(قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ (١٣٦) إِنْ هذا إِلاَّ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (١٣٧) وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (١٣٨) فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٤٠) كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (١٤١) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٤٢) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٤٣) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٤٤) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٤٥))
١٣٦ و ١٣٧ ـ (قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ ...) أي أن وعظك لنا أو عدمه سواء عندنا ، فلا تتعب نفسك في الدعوة (إِنْ هذا) أي ما هذا الذي تجيء به من التوحيد والرسالة والكتاب والحساب والنهي عمّا كنّا عليه من عبادة الأصنام والتجبّر وعمارة الأبنية الرفيعة علما للمارة ، ليس هذا (إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ) إلّا ممّا جرت به عادة السابقين عليك ممن كانوا يدّعون الرّسالة ويقولون مثل ما تقول لنا. وحاصل جوابهم هو إنكار ما جاء به الرّسل وتكذيبهم ، والشاهد على هذا قولهم من ما حكاه الله عنهم :