يزنون الأمور بميزان العقل ، فإنهم هم (الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) يعيثون فيها فسادا ويرتكبون المعاصي (وَلا يُصْلِحُونَ) ولا يدعون لإصلاح ولا لصلاح.
* * *
(قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (١٥٣) ما أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (١٥٤) قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (١٥٥) وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥٦) فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ (١٥٧) فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٥٨) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٥٩))
١٥٣ و ١٥٤ ـ (قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ...) أي من الذين سحروا كثيرا حتّى أنهم لا يعقلون. أي أنت مجنون و (ما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا) على فرض أنك لست بمسحور وكنت بشرا سويّا من جميع الجهات فأنت مثلنا بشر ولا مزيّة لك علينا حتى تكون أنت رسولا إلينا من عند الله كما تزعم. فإن كنت لا تدع دعواك الرّسالة (فَأْتِ بِآيَةٍ) تثبت دعواك (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) فيها. فسألهم صالح : أيّ آية تريدون؟ فاقترحوا ناقة عشراء ، أي ذات حمل مضت عليها عشرة أشهر ، تخرج من هذا الجبل فتضع في الوقت حملها. فصار متفكرا ، فنزل عليه أمين الوحي وقال : صل ركعتين فادع الله تعالى لخروج الناقة. فلمّا فرغ فإذا الناقة قد طلعت فقال لهم :
١٥٥ ـ (هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ ...) بعد ما أخرجها الله من الصخرة بدعائه