كما اقترحوها على ما سبق آنفا قال : هذه الناقة (لَها شِرْبٌ) أي شراب يوم تشرب فيه ماء كم جميعا (وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) ولكم نصيب من الماء يوما بعد يومها. وكانت عادتها في يومها أن تشرب الماء كلّه وتصبر إلى يوم نصيبها. وهذا التقسيم كان من صالح عليهالسلام بإذن منه تعالى. والثاني من وصاياه لهم قوله :
١٥٦ ـ (وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ ...) لا بضرب ولا عقر ولا منع ماء ، وإذا لم تعملوا بوصيّتي (فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ) توصيف اليوم بالعظمة لعظم ما يحلّ فيه. وهذا أبلغ من توصيف العذاب الذي يقع فيه. إذا لم يسمعوا وعظه ولم يعملوا بنصحه وقصدوا قتلها.
١٥٧ ـ (فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ ...) أي ذبحوها بطريقة خاصة وظاهر العقر هو قطع قوائم الدوابّ وجاء بمعنى الحبس. وروي أن (مسطح) ألجأها إلى مضيق بحيث حبست ولم تقدر على الفرار ، فرماها بسهم على رجلها فسقطت فضربها (قيدار) أو (قدّار بن سالف) بالسيف فقتلها. وإسناد العقر إليهم جميعا مع أن المباشر واحد أو اثنان لرضاهم جميعا بذلك. ولذلك أخذوا بالعذاب كلّهم (فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ) حين معاينة العذاب.
١٥٨ و ١٥٩ ـ (فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ ...) أي العذاب الموعود وهو صيحة جبرائيل (ع) التي خسفت بهم الأرض فابتلعتهم.
* * *
(كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (١٦٠) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٦١) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٦٢) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٦٣) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٦٤) أَتَأْتُونَ