مسامعه بالعربيّة فيترجم له جبرائيل كل ذلك تشريفا له من الله تعالى (وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ) أي ذكر القرآن أو معناه في كتب الأنبياء المتقدّمين.
* * *
(أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ (١٩٧) وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (١٩٨) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (١٩٩) كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (٢٠٠) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (٢٠١) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٢٠٢) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (٢٠٣))
١٩٧ ـ (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً ...) أي علامة لقريش على صحة القرآن وإعجازه ونبوّة محمّد صلىاللهعليهوآله (أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ) أي يعرفوه بنعته المذكور في كتبهم كابن سلام وغيره. والاستفهام إنكاري ، أي علمهم ببعثه في كتبهم خبر ثابت موجود. فلقريش أن يسألوهم حتى يتبيّن لهم الحق من أن القرآن كتاب إلهيّ ناطق بنبوّة محمد صلىاللهعليهوآله. وعن ابن عبّاس أن سبب نزول هذه الآية أن قريشا أرسلوا إلى يهود مكة (إلى علمائهم) وسألوهم عن محمد ونبوّته فأجابوهم بأنّا وجدنا في الكتب السّماوية مثل لغته واسمه ، وقرأنا أنّ وقت بعثه هذه الأزمنة. فإن الله تعالى شأنه احتج عليهم بقول علماء اليهود وشهادتهم أن محمّدا هذا هو النبيّ الموعود فقال تعالى : أو لم يكفهم شهادة علماء اليهود بنبوّتك وصحة دعواك ولم تكن هذه الآية مقنعة لهم. وقد كان السبب في إسلام الأوس والخزرج هو إخبار علماء اليهود بوجود ذكر القرآن