يا محمد لا بدّ وأن يكون توكّلك عليّ وأنا العزيز : أي القادر على قهر أعدائك ، الرّحيم أي القادر على نصر أوليائك والرّحمة بهم ، ونحن نكفيك شرّ من يعصيك فلا تضرّك معصية العاصين ولا عدم إطاعة الطاغين ففوّض أمرك إليّ وأنا كافيك وحسبك ونعم الحسيب :
٢١٨ إلى ٢٢٠ ـ (الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ ...) هذه صفة بعد صفة ، أي توكّل على الذي يراك حين تقوم من مجلسك أو فراشك للتهجّد أو للصّلاة في أوقاتها ، ويرى (تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) أي تصرّفك وانتقالك في المصلّين بالقيام والركوع والسّجود والقعود حين تؤمّهم أو مطلقا ولو متفرّدا (إِنَّهُ) أي ربّك (هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) مرّ تفسيره.
* * *
(هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ (٢٢١) تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٢٢٢) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ (٢٢٣))
٢٢١ و ٢٢٢ ـ (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ ...) لما بيّن أن القرآن لا يصحّ أن يكون ممّا تنزّل به الشياطين أكّد ذلك ببيان من تنزّل عليه فقال سبحانه وتعالى : (تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) أي كذاب مرتكب للذنب والمقصود منه رؤساء الكفار (منه) أي كل فاجر عامل بالمعاصي وهم الكهنة والسحرة فإن الشياطين يتنزّلون عليهم فيستمعون إلى ما يلقون إليهم.
٢٢٣ ـ (يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ ...) أي الأفاكون يلقون سمعهم إلى الشياطين فيتلقّون منهم ثم يضمّون إلى وسوستهم على حسب تخيّلاتهم أشياء لا يطابق أكثرها لا ما يظنون ولا الواقع. كما في الحديث : الكلمة