أوحينا إليه بأن لا يشرك بعبادتنا شيئا (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) أي طهّره أنت وابنك إسماعيل من أن يدنّسه الشّرك ، والجملة عطف على جملة : أن لا تشرك ، فطهّرا بيتي من عبادة الأوثان :
٢٧ ـ (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ...) أي ناد فيهم أثناء موسم الحج وأدعهم إلى الطواف ببيتي والتعبّد فيه. وروي أنه صعد جبل أبي قبيس وقال : أيّها الناس حجّوا بيت ربّكم. وقيل إنه لمّا أمره الله تعالى بذلك قال : يا ربّ لا يصل ندائي إلى الناس جميعا ، فأجابه الله تعالى : عليك الأذان وعلينا البلاغ. (يَأْتُوكَ رِجالاً) أي مشاة جمع راجل كالقيام والصيام جمع قائم وصائم ، حال من فاعل يأتوك (وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ) الضامر الناقة المهزولة في طريق الحج لبعد الطريق وإسراع السير وقلة الأكل. اي يأتوك ركبانا على نوق ضامرة مهزولة (يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) أي طريق بعيد ، والفج هو الطّريق الوسيع وما هو عميق قعره ، وتقديم رجال على الراكب لأفضلية المشي على الركوب. وعن النّبي صلىاللهعليهوآله قال : للحاجّ الراكب بكلّ خطوة تخطوها راحلته سبعون حسنة ، وللحاجّ الماشي بكلّ خطوة يخطوها سبعمائة حسنة من حسنات الحرم. قيل : وما حسنات الحرم؟ قال : الحسنة بمئة ألف ، مرويّ عن ابن عباس عنه (ص).
٢٨ ـ (لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ ...) اي ليحضروا ويحصّلوا فوائدهم الّتي أعدّها الله لهم في خصوص هذه المناسك وتلك العبادة ولا تحصل ولا توجد في غيرها. وتنكير المنافع إشارة إلى تعميمها للدنيوية وهي أرباح التجارة ، وللدّينيّة كالتشرّف بحضرة أئمة الهدى وأخذ مسائل دينهم واحكام الله عنهم عليهمالسلام واستفاضتهم بعفوه تعالى ومغفرته والوصول إلى الدّرجات العالية في العقبى بفضله وعنايته (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ) واختلف في هذا الذّكر ، قيل هو التلبية حين الإحرام وبعده والتكبير وغيرهما من الأذكار ، وقيل هي التسمية على ما يذبح أو ينحر لأن ذكر اسم الله على الذبائح