(فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (٢٢) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ (٢٣) وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (٢٤) أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ (٢٥) اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٢٦))
٢٢ ـ (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ ...) هذه العبارة أدلّ على السّرعة وآكد عليها من التعبير بعبارات أخر تدلّ عليها كما لا يخفى على من هو أدرى بفصاحة القرآن (فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ) وتلك المخاطبة لنبيّ أو وليّ من أولياء الله وأنبيائه عن كلّ شخص صدرت ، خلاف الأدب. فكيف من أداني الحيوانات. لكنها من إلهام ربّه تعالى تنبيها لنبيّه على أن تلك العتابات والخطابات إنما صدورها من نبيّ مثل سليمان لمخلوق من مخلوقات الله ، ولا سيما أعجزهم ، غير مرضيّ عنده تعالى ، وعلى أنّ في أدنى وأعجز خلقه من أحاط علما بما لم يحط به هو عليهالسلام ، مع سعة إحاطته وكمال علمه ، فليتحاقر إليه وليتصاغر لديه علمه (وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) سبأ اسم للحيّ أو هو أبوهم : سبأ بن يشحب بن يعرب ، أي بخبر متيقّن لا ريب فيه.
٢٣ ـ (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ ...) يعنى بلقيس بنت شراحيل بن