تحتاج إلى التأويلات حيث إنه بعد العلم بوجود قرية بقربه يعبد أهلها غير الله مع سعة سلطانه وانتشار دعوته وكمال قدرته وإحاطته بملكه ، فتعجّب ولفظ هذه الجملة وافتتحها ب (أَلَّا) التي تفيد التحضيض وطلب الشيء بعنف. ويحتمل أن تكون من كلام الله عزوجل مع سليمان في مقام الذّم على تركهم السجود له تعالى.
والحاصل أن الجملة في محلّ نصب ، والتقدير : وزيّن لهم الشيطان أن لا يسجدوا لله. ويمكن أن تكون عطف بيان أو بدلا من قوله : يسجدون للشمس. و (الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي يظهر ما استتر وخفي سماويّا كان أو أرضيّا لأنه تعالى لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ، (وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ) تسترون (وَما تُعْلِنُونَ) تشهرونه وتبدونه ، فهو (اللهُ) الخالق الرازق القادر (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) لا معبود سواه (رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) ربّ كرسيه التي وسعت كل شيء.
* * *
(قالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ (٢٧) اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ما ذا يَرْجِعُونَ (٢٨) قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ (٢٩) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣٠) أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (٣١))
٢٧ ـ (قالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ ...) قال سليمان (ع) للهدهد : سنتأمل لنعرف إذا كنت صادقا في قولك أم كاذبا. وهذه الآية الشريفة من ألطف وألين الخطاب ، لأن في قول الهدهد ما يحتمل وجوها من احتمالات الصدق والكذب والمبالغة في القول.