شعار المسلمين في مقابل المشركين وعبدة الأصنام فإن شعارهم تسمية الأصنام والأوثان وغيرها من المعبودات الباطلة. ويؤيد هذا تعلّق (عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ) بقوله تعالى (يَذْكُرُوا) على ما هو الظاهر والقول الأول أعني التكبير مرويّ عن الصّادقين عليهماالسلام قالا : اسم الله هو التكبير عقيب خمس عشرة صلاة أولها ظهر العيد بمنى وصورة التكبير مسطورة في محلها من كتب الفقه. (فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ) قيل هي العشر الأول من ذي الحجة ، وقيل هي أيام التشريق كما عن الباقر عليهالسلام ان الأيام المعلومات يوم النحر والثلاثة بعده أيام التشريق ، والأيام المعدودات عشر ذي الحجة. وفي رواية عن الصادق عليهالسلام : المعلومات والمعدودات واحدة ، وهن أيام التشريق ، والتحقيق في التعيين موكول إلى كتب الفقه (فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ) الأمر بالأكل لانهدام ما هو المرسوم عند المشركين من عدم أكل الذبيحة التي كانوا يذبحونها باسم الهتهم ، فأمر الله تعالى أن يذكر على الذبائح اسمه ويأكلوا منها ويطعموا الفقراء والمساكين. والبائس أفقر من الفقير وأشدّ بؤسا ، مشتق من البؤس بمعنى شدّة الحاجة وسوء الحالة.
٢٩ ـ (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ...) التّفث الوسخ ، أي ليزيلوا وسخهم بتقليم الأظفار وقصّ الشّوارب وحلق الرأس وإزالة الأوساخ عن الأبدان وطرح الإحرام كما هو المرويّ عن الرّضا عليهالسلام (وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ) أي ما نذروا من البرّ والطاعات (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) أي القديم لأنه أول بيت وضع ، أو الكريم. وروي أنه المعتق من الغرق ومن تسلّط الجبابرة. روي عن سعيد بن جبير أن التّبّع توجّه إلى مكة لتخريب البيت ولمّا وصل الى غدير ابتلى بالفلج وكلما عالجه الأطبّاء ما أفاد عملهم إلا ازديادا فجاءه جماعة من أهل التوحيد وقالوا له : أيها الملك لهذا البيت ربّ وحرمة وكلّ من قصده بسوء فربّه يبتليه ببليّة لا علاج لها فلو قصدت أن تمشي إلى مكة فاعزم بان لا تتعرّض للبيت حتى يشفيك ربّه. فعزم أن لا يتعرّض للبيت