فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٥٢) وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (٥٣))
٤٨ ـ (وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ ...) أي تسعة رجال من أشراف القوم وأكابرهم وكانوا من غواتهم ومن الأشرار. والرّهط هو اسم جمع من الثلاثة إلى العشرة. وكان منهم قدّار بن سالف عاقر النّاقة وهو أشدّهم فسادا وخبثا. والمراد بالمدينة هي المدينة التي كان بها صالح وتسمّى بالحجر.
٤٩ ـ (قالُوا تَقاسَمُوا بِاللهِ ...) أي فيما بينهم (تَقاسَمُوا) أي تحالفوا وهو فعل أمر بحسب الظاهر أو خبر بدل ، أو حال بتقدير قد (لَنُبَيِّتَنَّهُ) أي لنقتلنّه وأهله بياتا أي ليلا عند ما يبيت الناس (ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ) لوليّ دمه (ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ) ما كنّا شاهدين وحاضرين حين قتلهم فكيف نكون مباشرين له (وَإِنَّا لَصادِقُونَ) أي نحلف على صدقنا يعنون أنهم يورّون في حلفهم أو لا يحتاجون إلى التورية فان من يقتل النّبيّ والمؤمنين به أو يحضر قتلهم ، لا يتحاشى من القسم كذبا حتى يحتاج إلى التورية. فمعنى قولهم وإنّا لصادقون فيما نقول من القتل. والجواب لوليّ الدم ، أي عازمون على ذلك الأمر جزما وهذا معنى قولهم إنا لصادقون أو المراد : والحال إنّا لصادقون بجعل الواو للحال إذ الشاهد غير المباشر بزعمهم.
٥٠ و ٥١ ـ (وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً ...) أي بهذا التّدبير والمواضعة (وَمَكَرْنا مَكْراً) بأن جعلناه سببا لإهلاكهم ومجازاتهم بإفنائهم جميعا (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) بمكرنا وأن فوق مكرهم مكرا. قال القمي : فأتوا صالحا ليلا ليقتلوه وعنده ملائكة يحرسونه فلمّا أتوه قاتلتهم الملائكة في دار صالح رجما بالحجارة فأصبحوا في داره مقتولين ، وأخذت قومه الرجفة