فأصبحوا في دارهم جاثمين ، أي : هالكين بالرعد أو صياح جبرائيل أو الزلزلة وكانت نتيجة مكرهم (أَنَّا دَمَّرْناهُمْ) أي التسعة الذين هم أشقى القوم وأقدموا على عقر الناقة (وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ) يعني الباقين الذين كانوا راضين بعمل التسعة.
٥٢ و ٥٣ ـ (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً ...) أي فارغة خالية أو ساقطة على عروشها كأن لم يكن في الدّور ديّار (بِما ظَلَمُوا) بسبب ظلمهم (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) أي في تدمير الظّلمة وتعذيبهم وتخوية بيوتهم من أهلها علامة لأهل الإدراك والمعرفة فيتّعظون بها ويعتبرون كالمؤمنين والمصدّقين للأنبياء والمرسلين (وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ) أي يتّقون الكفر والمعاصي والشّرك فخصّوا بالنجاة لذلك.
* * *
(وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٥٤) أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (٥٥) فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ (٥٦) فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ (٥٧) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (٥٨) قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (٥٩))
٥٤ ـ (وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ...) المراد بالفاحشة هنا هو إتيان الذّكران (وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) الواو للحال من ضمير تأتون ، أي حال