أرضيّة ، وأمّا في البحار فبالنجوم والكواكب ولعلّ المراد من ظلماتهما ظلمات اللّيل فيهما ، ويكفي في الإضافة أدنى الملابسة ، أو المراد مبهمات طرقهما ومشتبهاتها وربما يعبّر عن الأمور المبهمة بالظلمات المناسبة بينهما. (بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) أي قدّام المطر وإذا كان الإخبار بذي المقدمة بشارة فبمقدّمته كذلك ، وما نحن فيه من هذا الباب (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ) أي لا إله إلّا الله وحده لا شريك له (تَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
٦٤ ـ (أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ...) أي بل من يوجد المخلوقات من العدم وبعد الإيجاد يفنيهم ثم يعيدهم ، هل هو خير وأهل للعبادة أم الممكن العاجز الذي لا يقدر على شيء؟ (وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) أي بأسباب سماوية كالمطر وأرضية كالنبات والثمرات (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ) يفعل شيئا مما ذكر (قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ) حجتكم على أنّ مع الله إلها آخر (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في دعواكم من أن لله شريكا.
٦٥ ـ (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ...) أي من الملائكة والثقلين لا يعلم (الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ) الاستثناء منقطع ورفعه (أي المستثنى) على لغة تميم (وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) أي ما يحسّ أهل السّموات والأرض متى يحشرون و (أَيَّانَ) مركّبة من (أيّ) و (آن) بمعنى الوقت فصار علم الساعة من علم الغيب.
٦٦ ـ (بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ ...) أي تتابع منهم العلم وتلاحق حتى كمل علمهم في الآخرة وبعبارة أخرى يزيد على علمهم الدنيوي في الآخرة (وهذا معنى التدارك وحقيقته) بما أخبروا به في الدنيا. واللفظ بصيغة الماضي لكن المراد به الاستقبال ، أي يتدارك علمهم في الآخرة ويتكامل. وقيل إن الآية إخبار عن ثلاث طوائف : طائفة أقرّت بالبعث ولكن لا علم لهم بوقته ، وطائفة شكّت فيه ، وطائفة من المنكرين كما أخبر عنهم (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ) أي من الآخرة ، عميان القلوب ، جهلة ، لأنّ الله تعالى ختم على قلوبهم ، فعليها غشاوة فهم لا