فعافاه الله من مرضه فلما دخل مكة أمر أن يكسوا البيت بكسوة فاخرة ، وهو اوّل من كسا البيت الحرام ونحر ألف بعير وأعطى لأهل الحرم الصّلات والعطايا الكثيرة الثمينة وسمّوا الموضع الذي نزل فيه مطابخ لكثرة إطعامه.
٣٠ ـ (ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ ... ذلِكَ) خبر للمبتدأ المحذوف ، أي الأمر ذلك يعني أمر الحج والمناسك تلك المذكورات كما في قوله تعالى هذا وأنّ للطاغين لشر مآب ويسمونه وأمثاله الفاصل بين الكلامين فقوله (وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ) أي أحكامه وما لا يحلّ هتكه من جميع التكاليف أو ما يتعلق بالحج (فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) أي تعظيمها خير له ثوابا (وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ) كلّها أكلا (إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ) تحريمه في قوله تعالى : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ) الآية ٣ من المائدة (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) من : ، بيانيّة (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) أي الكذب أو شهادة الزور أو الغناء أو قول هذا حلال وهذا حرام من عند أنفسهم.
٣١ ـ (حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ ... حُنَفاءَ) أي موحّدين له (غَيْرَ مُشْرِكِينَ) به حالان من ضمير اجتنبوا. وعن الباقر سئل عن الحنفيّة فقال عليهالسلام : هي الفطرة التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله قال فطرهم الله على المعرفة (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ ، فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ) أي فقد أهلك نفسه هلاك من سقط منها لأنه سقط من أوج الإيمان إلى حضيض الكفر (فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ) أي تأخذه بسرعة كناية عن نفسه الأمّارة وأهوائه المردية حيث ذهبت بعقله وأفكاره (أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ) أي تسقطه من مكان مرتفع الى موضع بعيد عميق جدا كناية عن أن الشيطان يطرحه في الضلالة بحيث لا ينجيه أحد ، وبحيث يهوي به إلى مهاوي الضلال والكفر والخسران.
* * *