يبصرون الحجج والآيات الباهرات ففي تيه الضلالة والجهل هم غارقون ولذا ينكرون البعث والحشر بل الآخرة مطلقا ويقولون :
٦٧ و ٦٨ ـ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا ... أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا) أي آباؤنا كانوا ترابا هل نحن وآباؤنا مخرجون من الأجداث أو من ضيق الفناء إلى سعة الحياة الأبديّة كما يقولون ويزعمون؟ الاستفهام إنكاريّ عنوا بذلك أنّ الأمر ليس كما زعموا (إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) أي أكاذيب السّابقين الذين كانوا قبل محمد (ص) ، ولقد وعدوا آباءنا بهذا فقول محمد (ص) ووعيده كقولهم ووعيدهم مختلقات وأباطيل.
* * *
(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (٦٩) وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (٧٠) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٧١) قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (٧٢) وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (٧٣) وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ (٧٤) وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٧٥))
٦٩ ـ (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ...) أي مرهم بالسّير الآفاقي حتّى ينظروا في مساكن أهل الشرك ودورهم كيف سقطت على عروشها ولم يكن فيها أحد كديار الحجر والأحقاف والمؤتفكات ، ويتفكروا كيف كان عاقبة المجرمين ، والكريمة تهديد لكفرة أهل مكة ومشركي قريش على تكذيبهم لرسول الله صلىاللهعليهوآله وتنبيه لهم ليعتبروا فيتوبوا إلى ربّهم من جرمهم وعصيانهم.