عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ) أي صاحب الحق والحقيقة ، حقيق بالوثوق بحفظ الله ونصره.
٨٠ و ٨١ ـ (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى ...) التعبير عن الكفرة بالموتى لأنهم مثلهم لعدم انتفاعهم بما يقرأ عليهم ، ومن هذا القبيل قوله تعالى (وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) إذا أعرضوا عن الاستماع وجعلوا دعوة الدّاعي وراءهم ، وصار رجاء الاستماع والانتفاع منقطعا عنهم لأن من يلتفت للدعوة يرى الرمز والاشارة ويلتفت ويفهم ما يتلى عليه بخلاف المدبر الذي لا يستمع دعوة الداعي ولا يمكن أن يفهمها رمزا وإشارة ؛ وهذا هو الوجه في التقييد (وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ) والعمي جمع أعمى ، ويحتمل قويّا أن يراد عمي القلوب لا العيون الظاهرية ، ويؤيّده تعلّق الضلالة بالهادي ، لأن المراد بها الجهالة والعبد عن طريق الحق وهو أمر معنوي ، فأنت لا تسمع من يؤمن (فَهُمْ مُسْلِمُونَ) أي مخلصون بالتوحيد.
* * *
(وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ (٨٢) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ (٨٣) حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨٤) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ (٨٥) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٨٦))