٨٢ ـ (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ ...) أي قرب وقوع المقول وهو ما وعدوه من البعث والعذاب (أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ) تضافرت الأخبار أنّ الدابة أمير المؤمنين ومعه عصا موسى وخاتم سليمان يسم المؤمن والكافر فيضع الخاتم على وجه كل مؤمن فيطبع فيه : هذا مؤمن ، ويضعه على وجه كلّ كافر فيكتب : هذا كافر (تُكَلِّمُهُمْ) أي فيقول لهم حاكيا لقول الله : (أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) بالقرآن أو بخروجها واختلف في خروج الدابة هل هو من علائم الساعة وأشراطها أو عند الرّجعة وعند قيام المهديّ عليهالسلام.
٨٣ ـ (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ ...) أي في الرجعة عند قيام الحجّة سلام الله عليه وعلى آبائه أجمعين كلمة (مِنْ) للتبعيض و (فَوْجاً) بمعنى جماعة (مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا مِنْ) بيان للفوج وهم رؤساؤهم وقادتهم والمراد بآياتنا إمّا القرآن أو الأئمة عليهمالسلام. (فَهُمْ يُوزَعُونَ) يحبس أوّلهم على آخرهم ليجتمعوا ويتلاحقوا. وفسّرت في الأخبار بالرّجعة بالحشر الأكبر.
فاليوم المشار إليه في الكريمة الذي يحشر فيه قوم دون قوم ليس يحمل صفة يوم الحشر الأكبر الذي يقول فيه سبحانه ما ذكرناه آنفا من الآية. وقد تضافرت الأخبار عن أئمة الهدى من آل محمد صلوات الله عليهم أن الله تعالى سيعيد عند قيام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه قوما ممّن تقدم موتهم من أوليائه وشيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ويبتهجوا بظهور دولته ، ويعيد قوما من أعدائه لينتقم منهم وينالوا بعض ما يستحقّونه من العقاب في القتل على أيدي شيعته وليروا الذّل والخزي بما يشاهدون من علوّ كلمته. وهذا أمر مقدور له تعالى غير مستحيل عقلا في نفسه وقد فعل الله سبحانه مثله في الأمم الخالية ونطق به القرآن في عدّة مواضع منها قصّة عزير وغيره. وقد صحّ عن النبيّ الأكرم سيكون في أمّتي كلّ ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى لو أن أحدهم دخل في جحر ضبّ