لدخلتموه. وتأوّل جماعة من الإماميّة الأخبار الواردة في الرجعة على رجوع الدولة والأمر والنهي للمهديّ عليه صلوات الله بحيث يكون هو المطاع وهو الآمر والناهي مطلقا على وجه الأرض دون رجوع للأشخاص وإحياء الأموات ، وأوّلوا جميع ما ورد في هذا الباب لشبهة حصلت لهم ، وذكرها والجواب عنها خروج عن موضوعنا الذي نحن فيه. وبالجملة فهذا المعنى الذي بيّناه بناء على أن المراد من هذا الحشر هو الرجعة المهدويّة إن شاء الله تعالى ، وأما بناء على قول من قال هو الحشر الأكبر أي يوم القيامة فإن المراد بالفوج هو الجماعة من الرؤساء والمتبوعين في الكفر يحشرون ويجمعون لإقامة الحجة عليهم.
٨٤ ـ (حَتَّى إِذا جاؤُ ...) أي إلى الموقف (قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً؟) قال الله تعالى لهم مستهزئا ومقرّعا : هل كذّبتم بالقرآن أو بالمعاجز التي صدرت على أيدي الأنبياء والرّسل؟ هذا بناء على أن الموقف كان المراد به موقف القيامة ، وأما بناء على أن المراد منه موقف الحجّة المهدي صلوات الله عليه فالآيات هي الأئمة الهداة عليهمالسلام (وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً) في حال أنهم لم يتأمّلوا فيها حتى يحصل لهم العلم بحقيقتها وتعرفوها حقيقة المعرفة فتحيطوا بها إحاطة علميّة كاملة (أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أم أيّ شيء كنتم تعملونه إذا لم تكذّبوا بها؟ وهذا السؤال للتبكيت ولتسكيتهم إذ لم يعملوا سوى التكذيب.
٨٥ ـ (وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ ...) أي حلّ بهم العذاب الموعود وغشيهم العقاب في النار (بِما ظَلَمُوا) بسبب ظلمهم بالتكذيب بآيات الله (فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ) بعذر من الأعذار لعدمه ولشغلهم بالنّار.
٨٦ ـ (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ ...) أي خلقناه (لِيَسْكُنُوا فِيهِ) يستريحوا فيه بالنّوم والدّعة (وَالنَّهارَ مُبْصِراً) لطلب المعيشة (إِنَّ فِي ذلِكَ) في خلق الليل والنهار متعاقبين (لَآياتٍ) دلالات لهم على التّوحيد