والنبوّة والبعث والنشور ، إذ تعاقب النور والظّلمة إنما يتمّ بقدرة قادر ، ويشبّه النوم بالموت ، والانتباه بالنشور والبعث ، ولأنّ من جعل ذلك لبعض مصالحهم كيف يهمل ما هو مناط جميعها من بعث الرسول إليهم؟.
* * *
(وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ (٨٧) وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ (٨٨) مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (٨٩) وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٩٠))
٨٧ ـ (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ...) الصور شيء يشبه القرن ، أو هو قرن يشبه البوق كما عن النبيّ صلىاللهعليهوآله. وقيل إن الصور جمع صورة ، والمراد هو : يوم ينفخ في صور الخلائق لتعود إلى الأجساد. والحقيقة أنه البوق الهائل العجيب الذي ينفخ فيه إسرافيل عليهالسلام بأمر من الله تعالى ثلاث نفخات كما نصّ القرآن الكريم ، والنفخة الأولى هي نفخة الفزع (فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) والثانية نفخة الصّعق يدل عليها قوله في موضع آخر (فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ) الآية والثالثة نفخة (القيام لرب العالمين) تسمّى نفخة الإحياء أما الأولى فيخاف منها كل من في السّماوات خوفا شديدا وكل من في الأرض بحيث يغشى عليهم