عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ (١٢) فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (١٣))
١٠ ـ (وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً ...) أي صار قلب أمّ موسى فارغا أي خاليا من الصّبر والعقل لدهشتها حينما سمعت أن الصّندوق وصل إلى يد فرعون ، فوقعت فيما تفرّ منه (إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ) أي أوشكت أن تقر وتعترف بأنه ابنها جزعا. و (إِنْ) مخففة ، يعني أنّها كان قريبا أن تظهر الأمر (لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها) أوثقناه وأحكمناه بالصّبر والثّبات. وجواب لو يدلّ عليه ما قبلها ، أي لتبدي (لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) أي من المصدّقات بوعدنا من قولنا (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ) إلخ وفي الإكمال عن الباقر عليهالسلام في رواية لبيان هذه القصّة قال : فلما خافت عليه الصّوت أوحى الله تعالى إليها أن اعملي التابوت ثم اجعليه فيه ثم أخرجيه ليلا فاطرحيه في نيل مصر. فوضعته في التابوت ثم دفعته في اليمّ فجعل يرجع إليها وجعلت تدفعه في الغمر وجاءت الريح فضربته فانطلقت به ، فلما رأته قد ذهب به الماء همّت أن تصيح يا ابناه ، فربط الله على قلبها.
١١ ـ (وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ...) أي أن أمّ موسى قالت لأخته كلثم : امشي وراء الصندوق لتعرفي أثره وخبره. فاتّبعت أثره على ساحل البحر فوجدت أن آل فرعون التقطوه وأخرجوه من التابوت (فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ) أي فرأت أخاها من بعيد ، وقيل عن جانب كانت تنظر اليه كأنها لا تريده ولا تقصده (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) أي لا يلتفتون أنها تقصّه وأنها جاءت وراءه لاستخبار حاله وأنّها أخته. وفي هذه الشريفة حذف واختصار ، وهذا من الإيجاز الدال على كمال البلاغة والفصاحة وعلى