١٦ ـ (قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ...) قال الرضا عليهالسلام : يقول وضعت نفسي في غير موضعها بدخول هذه المدينة حتى ابتليت بما ابتليت به (فَاغْفِرْ لِي) يعني استرني من أعدائك لئلّا يظفروا بي فيقتلوني (فَغَفَرَ لَهُ) الآية.
١٧ ـ (قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ...) من القوّة. أقول : وأيّ قوّة أقوى من أن يقتل رجلا من رجال تلك الأعصار ، وهم كانوا من الأقوياء على ما يذكر التاريخ من أحوالهم ، بوكزة واحدة؟ فينبغي أن يدعو صاحب تلك القوة أن يوفقه الله سبحانه لأن يصرفها في جهاد أعدائه لا أن يكون (ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ) أي معينا لهم.
* * *
(فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (١٨) فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما قالَ يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (١٩))
١٨ ـ (فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ ...) خائفا من أولياء الدّم من فرعون والقبطيّين ويترصّد الأخبار وما يقال فيه (يَسْتَصْرِخُهُ) أي يستغيث به على الآخر (إِنَّكَ لَغَوِيٌ) ضالّ عن طريق الرشد ظاهر الغواية لكثرة مخاصمتك. والمراد هو الغواية في الأخلاق لا في الدين ، فإنه كان من بني إسرائيل وممّن آمن بموسى عليهالسلام.