يؤخذ منه أنه جاء بنفسه. وقيل إنه بعث من عنده رجلا.
٢١ ـ (فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً ...) أي من مصر خائفا على نفسه ينتظر لحوق طالب ويلتفت يمنة ويسرة ، وسار نحو مدين التي لم تكن في سلطان فرعون ، وكان يدعو ربّه للنجاة من الكفرة والظّلمة.
* * *
(وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ (٢٢) وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ (٢٣) فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (٢٤) فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢٥))
٢٢ ـ (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ ...) أي نحو قرية شعيب (ع) وكان بينه وبين مدين ثلاثة أيام ، وعلى قول أصحّ ثمانية أيام ، ولم يكن له علم بالطريق إلّا توكّله على ربّه وحسن ظنّه به (قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ) أي الطريق المؤدّي إلى النجاة أو الذي فيه صلاحي. فألهمه الله أن يأخذ الطريق التي تؤدّي إلى مدين. وهذا القول نظير قول جدّه إبراهيم