ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ وَاللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ (٢٨))
٢٦ ـ (قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ...) أي اتّخذه أجيرا لرعي أغنامنا (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) أي أحسن من تتّخذه أجيرا هو الرجل القويّ الأمين. وهذا الكلام تعريض بأنّ موسى ذو قوة وأمانة فهو أحقّ بالاستئجار. وعن ابن عباس أن شعيبا سأل البنت : من أين أحرزت أمانته وقوّته؟ فأجابته بأن حجرا كان على رأس البئر التي يستقى الماء منها وكان يرفعه عشرة أنفار وهو بمفرده رفعه. وكذلك كان للبئر دلو يحمله عشرة رجال أقوياء وهو وحده جرّه من البئر وحمله إلى الحوض وأفرغه فيه. وأمّا أمانته فذكرت له قضية المرافقة حين مجيئهما إلى البيت ، وأمره إيّاها بأن تمشي من ورائه بعد أن كانت أمامه إلخ ... فلما سمع المقالة زاد رغبة فيه عليهالسلام ، بحيث أراد أن يزوّجه إحدى ابنتيه.
٢٧ ـ (قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ ...) أي واحدة من هاتين وكانت هي الكبرى (صفوراء) (عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي) أن تكون أجيرا لي (ثَمانِيَ حِجَجٍ) ثماني سنين (فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ) أي أنت مخيّر في الإتمام ، فإتمامه من عندك تفضّل ، ولا إلزام من عندي عليك (وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ) أي أجور وأظلم بإلزامك بالعشرة أو بالمناقشة في استيفاء الأعمال وقال في المجمع وما أريد أن أشقّ عليك في هذه الثماني ، أي بالمناقشات الواردة عن أرباب الأغنام على الرعاة في كيفيّة الرّعي وكمّيته (إِنْ شاءَ اللهُ) للتبرّك (مِنَ الصَّالِحِينَ) أي في حسن الصّحبة والوفاء بالعهد.
٢٨ ـ (قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ...) أي الذي شارطتني عليه قد تمّ بيني وبينك لا نخرج عنه (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ) يجوز أن يكون بيانا لما سبق من قوله