أعلام ديننا وعلائم مناسك الحج أي سوقها إلى البيت وتقليدها عبادة الله والإضافة لاسمه تعالى للتعظيم والتشريف (لَكُمْ فِيها خَيْرٌ) نفع دينيّ ودنيويّ (اسْمَ اللهِ عَلَيْها) أي عند نحرها (صَوافَ) نصب على الحاليّة عن الضمير الفاعل أي اذكروا اسم الله على البدن حال كونها صافّات ومنظمّات وقوائمها مستويات ولعلّ الحكمة في إصفافها بهذه الكيفية ظهور كثرتها للناظرين فتتقوّى النفوس وتتشوّق ويكون التقرب بنحرها عند ذلك مزيدا للأجر وتشويقا للنّحر ، وظهورا لكثرة التكبير وإعلاء لاسم الله تعالى (فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها) المراد من وجوب الجنوب سقوطها على الأرض والنكتة في هذا التّعبير هو خروج تمام الروح منها من قوله وجب الحائط إذا سقط (فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) القانع الذي يقنع بما يعطى ، والمعترّ الذي يعترض بسؤال أو بدونه. وعن الصّادق عليهالسلام : أطعم أهلك ثلثا والقانع ثلثا والمعتّر ثلثا (كَذلِكَ) أي الأمر كما وصفنا لكم كيفية النحر في البدن (سَخَّرْناها لَكُمْ) مع ضخمها وقوتها فتقودونها وتحبسونها ثم تنحرونها وليس ذلك إلّا بتذليلنا إياها لكم (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) نعمنا وآلاءنا عليكم.
٣٧ ـ (لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها ...) أي لن تصعد إليه اللّحوم ولا الدّماء المهراقة من حيث إنّها لحوم ودماء (وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ) أي يصعد إليه ما هو من لازم عملكم هذا وهو التقوى المكشوفة به الموجبة لإخلاص العمل لله وقبوله من عبيده المتقين (كَذلِكَ سَخَّرَها) تقدم ذكره ، والتكرار ليعلّل بقوله (لتكبروا الله إلخ) المراد على ما نقل هو التكبيرات المعروفة في أيّام التشريق بمنى عقيب خمس عشرة صلاة وفي الأمصار عقيب عشر (عَلى ما هَداكُمْ) أرشدكم الى طريق تسخيرها وكيفية التقرب بها أو لأعلام دينه ومناسك حجه ، لكنّ تفسير الأول مروي (الْمُحْسِنِينَ) اي الموحدين الذين يعملون الحسنات ومنها أنهم يحسنون إلى غيرهم.
* * *