(فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (٢٩) فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (٣٠) وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (٣١) اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (٣٢))
٢٩ ـ (فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ ...) أي أتمّ ما كان عليه من الإيجار ، بل قضى أوفاهما وبقي عند شعيب عشرة أخرى فمضى من عمره أربعون سنة ، توجّه إلى مصر برخصة وإجازة من شعيب عليهالسلام لزيارة أمّه وأخيه وأخته وسائر أقاربه. وعلى رواية أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام : توجّه إلى بيت المقدس (وَسارَ بِأَهْلِهِ) أي بامرأته. وفي الكشاف أنه جمع عند شعيب عصيّ جميع الأنبياء ، فأمر موسى أن يدخل البيت وأن يأخذ واحدة من تلك العصيّ ، فأخذ عصا آدم التي ورثها الأنبياء واحدا بعد واحد. فلما علم شعيب عليهالسلام أنّها عصا آدم قال له : بدّلها وخذ غيرها. فدخل البيت ووضعها وأخذ غيرها. فلما خرج قال له هذه هي