الجنّة ، فإنها المعتدّ بها ، وأما الدنيا فإنها خلقت مجازا وممّرا للآخرة ومقدّمة لها. فاذا كانت الدّنيا ختم للإنسان فيها بالسّعادة والصّلاح فهي العاقبة المحمودة والنتيجة هي الجنّة.
* * *
(وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ (٣٨) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ (٣٩) فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (٤٠) وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ (٤١) وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (٤٢))
٣٨ ـ (وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ...) خاطب فرعون قومه بذلك ، ويستفاد منه ـ على ما حكاه الله تعالى ـ أنه كان شاكّا في وجوده سبحانه لأنه نفى علمه بإله غيره حين قال : (ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي) فلا ربّ سواي. ولذا أمر ببناء الصّرح وقال لوزيره : (فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ) أي اصنع الآجرّ وأوقد النار على الطين ليشتدّ ويستحكم وابن لي صرحا عاليا (لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى) في السماء. ويصدّق ما ذهبنا إليه قوله لقومه : (وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ) أي أعتقد كذبه. وفي قوله