ذلك رحمة منّا ، وهو أن بعثك ربّك نبيّا وأنزل عليك القرآن وأعطاك دين الإسلام وأخبرك هذه الأخبار لتكون معجزة لصدق نبوّتك ، و (لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ) لتخوّف الذين لم يأتهم رسول في زمن الفترة (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) يتّعظون ويعتبرون (لَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ).
* * *
(وَلَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٤٧) فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا لَوْ لا أُوتِيَ مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِما أُوتِيَ مُوسى مِنْ قَبْلُ قالُوا سِحْرانِ تَظاهَرا وَقالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كافِرُونَ (٤٨) قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ هُوَ أَهْدى مِنْهُما أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤٩) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥٠))
٤٧ ـ (وَلَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ ...) تنزل بهم (بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ) جوابه محذوف ، أي لولا قولهم إذا أصابتهم مصيبة وعقوبة ، بسبب كفرهم ومعاصيهم ، ربّنا هلّا أرسلت إلينا رسولا يبلّغنا آياتك فنتبعها ونكون من المصدّقين م؟ أرسلناك ، وإنّما أرسلناك قطعا لعذرهم وإلزاما للحجة عليهم ، ومراده