مشروعة. وقيل هو الكذب ، واللهو هو الغناء. وهذا التفسير مرويّ عن القمي وقال : وهم (الأئمّة عليهمالسلام) يعرضون عن ذلك كله (وَقالُوا) أي قال المتصفون بالأوصاف المذكورة آنفا لاغين (لَنا أَعْمالُنا) من الحلم والصفح (وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ) من السفاهة واللغو ، وكلّنا نجري على أعمالنا إن خيرا فخير وإن شرّا فشرّ (سَلامٌ عَلَيْكُمْ) قيل إنّ هذا سلام متاركة وتوديع يعنون به أن هذا فراق بيننا وبينكم. وقيل سلام تحيّة حلما وكرامة يعنون به أننا لا نقابل لغوكم بمثله بل بالإحسان (لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ) أي لا نريد مخالطتهم ولا نطلب مجالستهم ومعاشرتهم ونبتعد عن مصاحبتهم.
* * *
(إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٥٦) وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٥٧))
٥٦ ـ (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ...) المراد بالهداية هنا هو اللطف والتوفيق الذي من عنده تعالى ، ولا يقدر عليه غيره حيث إنّه إما بفعله سبحانه كتسبيبه الأسباب من حيث لا يحتسبه الإنسان ، وإمّا بإعلامه وإلهامه ، ولا يعلم أحد ما فيه صلاح العبد إلّا هو تعالى. وأمّا الهداية فبمعنى الدّعوة إلى الله وإلى الإيمان به ، فهو فعل الرسول كما في الآية الشريفة (إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) فإن المراد بها الدّعوة لا بمعنى اللطف ، وإلّا لتناقض ذلك مع قوله (وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) بلطفه