وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (٧٨) فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٧٩) وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً وَلا يُلَقَّاها إِلاَّ الصَّابِرُونَ (٨٠) فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ (٨١) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (٨٢))
٧٦ ـ (إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى ...) لا يخفى أن الله تعالى افتتح هذه السّورة الشريفة ببيان قصّة موسى وفرعون حيث قال (نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) فأراد أن يختتمها بقصّة قارون وموسى وبيان حال قارون وكيفيّة هلاكه حتى يكون عبرة لأهل الدّنيا وأهل الكبر والنخوة فقال سبحانه (إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى) فنصّ القرآن يدل على أن قارون كان من قوم موسى عليهالسلام وظاهره يدل على أنه كان ممّن آمن به. ولا يبعد حمل قوميّته على القرابة ، ولذا اختلفوا في كيفيّة القرابة فقيل كان ابن خالته وهذا القول منقول عن ابن عباس ومرويّ عن أبي عبد الله عليهالسلام ، أو ابن عمّه (ع) لأن قارون كان ابن