جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٨٤))
٨٣ ـ (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ ...) أي التي سمعت خبرها وبلغك وصفها (لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا) غلبة وقهرا (وَلا فَساداً) بغيا وظلما. وفي المجمع عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه كان يمشي في الأسواق وهو وال يرشد الضالّ ويعين الضّعيف ويمرّ بالبقّال والبيّاع فيفتح عليه القرآن ويقرأ هذه الآية ، ويقول : نزلت في أهل العدل والتواضع من الولاة ، وأهل القدرة من سائر الناس ، وعنه عليهالسلام أنّه قال لحفص بن غياث : يا حفص ما منزلة الدنيا من نفسي إلّا بمنزلة الميتة إذا اضطررت إليها أكلت منها ، وكان يتلو له تلك الدار الآخرة إلى آخرها ، وجعل يبكي ويقول : ذهبت والله الأماني عند هذه الآية ، فاز والله الأبرار. تدري من هم؟ الذين لا يؤذون الذّر كفى بخشية الله علما ، وكفى بالأغرار بالله جهلا.
٨٤ ـ (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ ... إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ ...) أي مثل ما كانوا يعملون لا يزاد على قدر استحقاقهم في عقابهم ، بخلاف الزيادة في الفضل على الثواب المستحق فإنّه يكون تفضلا.
* * *
(إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٨٥) وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ (٨٦) وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ وَلا