تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٨٧) وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٨٨))
٨٥ ـ (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ ...) أي أوجب تلاوته وتبليغه وامتثال ما فيه من الأحكام (لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) قيل لما نزل النبي (ص) الجحفة في سيره إلى المدينة مهاجرا ، اشتاق إلى مكة. فأتاه جبرائيل (ع) فقال : أتشتاق إلى بلدك ومولدك؟ فقال : نعم. قال جبرائيل : فإنّ الله يقول : إنّ الذي فرض (الآية) فالمراد من (مَعادٍ) هو مكة ، والله تعالى يبشّر النبيّ (ص) برجوعه وعوده إليها يوم الفتح كما كان فيها. وتنكير (مَعادٍ) لعظم شأن مكة. وعند بعض الأعلام أن المعاد هو يوم البعث. وعن الباقر عليهالسلام أنه ذكر عنده جابر فقال : رحم الله جابرا ، لقد بلغ من علمه أنه كان يعرف تأويل هذه الآية ، يعني الرّجعة (قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى) أي قل يا محمد إن ربّي لا يخفى عليه المهتدي وما يستوجبه (وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أي الضالّ الذي لا شك في ضلالته وفيما يستحقّه.
٨٦ ـ (وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى ...) أي ما كنت يا محمّد ترجو فيما مضى أن يوحى الله إليك ويشرّفك بإنزال القرآن عليك (إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) أي ما ألقي إليك إلّا رحمة منه خصّك بها. ثم أمره بأمور أحدها (فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ) معينا لهم بمداراتهم والتحمّل عنهم والإجابة لطلبتهم. وهذا الخطاب وأمثاله وإن كان للنبيّ لكنّ المراد قومه. فقد روي عن ابن عباس أنّه كان يقول : القرآن كلّه إيّاك أعني واسمعي يا جارة. وعن القمي قال : المخاطبة للنبيّ (ص) والمعنى للناس. وثانيها قوله تعالى :