٨٧ ـ (وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللهِ ...) أي لا يصرفك الميل إلى الكفرة عن قراءة آيات الله والعمل بها بعد نزولها إليك. ثالثها قوله سبحانه : (وَادْعُ إِلى رَبِّكَ) إلى توحيده وعبادته. ورابعها قوله تعالى : (وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) بمساعدتهم والرّضا بطريقتهم فإن من رضي بفعل قوم وعملهم فإنّه منهم. وخامسها قوله تعالى :
٨٨ ـ (وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ ...) هذه النواهي والأوامر كان من المعلوم أن الرسول صلىاللهعليهوآله لا يفعل منها شيئا ، ويفعل ما أمر به ، فما الفائدة فيها؟ والجواب ما قاله الصادق عليهالسلام : أنّ الله بعث نبيّه بإياك أعني واسمعي يا جارة (إِلَّا وَجْهَهُ) الوجه ما يواجه الإنسان أو كل ذي وجه به ، والله سبحانه يواجه عباده حينما يخاطبهم بواسطة نبيّ أو وصيّ أو عقل كامل ، فهم وجه الله الذي يؤتى منه ، ولا يهلك من أطاعهم وأخذ طريق الحق منهم لأنه قد أطاع الله ، ومن تمسّك بهم نجا ومن تخلّف عنهم هلك (لَهُ الْحُكْمُ) أي القضاء النافذ في الخلق (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) للجزاء بالحق والعدل.
* * *