الإهمال ، لأن التعجيل في العقوبة شغل من يخاف الفوت لا شغلنا ، فإنما نمهلهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب أليم.
* * *
(مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٥) وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (٦) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (٧) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (٩))
٥ ـ (مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ ...) في القمي : من أحبّ لقاءه جاءه الأجل. وقيل من كان يأمل الثواب ، أي الوصول إلى ثوابه ، أو يخاف العاقبة من الموت والبعث والجزاء (فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ) أي الوقت الموقّت للقائه (لَآتٍ) أي لقادم ، فليسارع العبد الراجي إلى ما يوجب الثواب ويبعد من العقاب (وَهُوَ السَّمِيعُ) لأقوال عباده (الْعَلِيمُ) بأفعالهم.
٦ ـ (وَمَنْ جاهَدَ ...) جاهد : حارب أي من جاهد الشيطان بدفع وسوسته وإغوائه. ويحتمل من جاهد أعداء الدّين لإحيائه ، أو من جاهد نفسه التي هي أعدى أعدائه عن اللّذات والشهوات والمعاصي (فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ)