لأن نفعه يرجع إليها (إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) فلا حاجة به إلى طاعتهم ولا تضرّه معصيتهم وإنّما كلّفهم لمنفعتهم.
٧ ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا ... وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي ...) أي نجزيهم على أحسن عملهم بأحسن جزاء ، وبعد ذلك نجزيهم على أعمالهم الأخر التي دون العمل الأحسن طبق العمل الأحسن. مثلا : أحسن الأعمال هو التوحيد ، فجزاؤه يكون الأحسن إمّا مرتبة أو أكثر ، ثم نعطيهم مثل جزاء التوحيد على بقيّة أعمالهم التي دون التوحيد مرتبة وفضلا.
٨ و ٩ ـ (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً ...) أي الإتيان لهما بالفعل الحسن أو ما هو في ذاته حسن مبالغة ، أو قلنا له : افعل بهما حسنا وإذا دعياك وألحّا عليك (لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) أي علم بإلهيّته عبّر عن نفيها بنفي العلم إشعارا بأن ما لا تعلم صحته لا يجوز اتّباعه وإن لم يعلم بطلانه فضلا عمّا علم بطلانه (فَلا تُطِعْهُما) في ذلك فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. فأمر سبحانه بطاعة الوالدين في الواجبات حتما وفي المباحات ندبا ، ونهى عن طاعتهما في المحظورات. والصالحون من الناس ندخلهم يوم القيامة مع الصالحين.
* * *
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ (١٠) وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ (١١))