١٠ ـ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ ... فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ ...) أي لدينه ، يعني لأخذه طريق الحق يؤذيه الكفرة (جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ) يعدّ ويحسب عذاب الناس من المشركين (كَعَذابِ اللهِ) أي عذاب الناس يصير صارفا له عن إيمانه كما أن عذاب الله صارف لأهل الإيمان عن الكفر (وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ) أي فتح وغنيمة (لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ) ولنا في الغنيمة مثلكم (أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ) أي يعلم الإخلاص والنفاق ويعلم الصدق والكذب.
١١ ـ (وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا ...) أي يعرف حقيقة ما في القلب لا باللّسان فقط (وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ) الذين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم ولا بدّ من تميّز الفريقين في الدّنيا حتى يظهر الحق من الباطل والصّادق من الكاذب ، فلذا يبتليهم بالبلايا والمحن فإن المرء ما لم يبتل بهما لا تعرف حقيقة جوهره فالبلاء هو المحكّ لاختباره كما أن بالمحكّ يعرف ويمتحن خالص الذّهب من المغشوش ، وبعد الاختبار يجازى الفريقان. والآية الشريفة تهديد للمنافقين بأن الله سبحانه يعلم ما تخفي صدورهم ، وهو ظاهر عند من يملك الجزاء فيجازيهم على ما تخفي صدورهم وعمّا قريب تحلّ الفضيحة العظمى بهم.
* * *
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٢) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ (١٣))
١٢ ـ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا ... اتَّبِعُوا سَبِيلَنا ...) أي قال الكافرون