فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٠) يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (٢١) وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (٢٢) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ وَلِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٢٣))
١٩ و ٢٠ ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ ...) قرئ بالتاء على تقدير القول ، أي : قل : أولم تروا. فالظاهر أنّ الخطاب لمحمّد صلىاللهعليهوآله وأمّته. وقرئ بالياء أيضا ويحتمل أن يكون المراد بضمير الجمع كفّار مكّة الذين أنكروا البعث وأقرّوا بأن الخالق هو الله ، فقال : أولم يتفكّروا فيعلموا كيف بدأ (اللهُ الْخَلْقَ) بعد العدم ثم يعيدهم ثانيا؟ ومن قدر على الإنشاء فهو على الإعادة أقدر (إِنَّ ذلِكَ) المذكور من الإبداء والإعادة (يَسِيرٌ) سهل على الله إذا اراده كان. ولا يخفى أن من الآية ١٨ (وَإِنْ تُكَذِّبُوا) إلى الآية ٢٤ (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ) احتمالين فيمكن أن تكون انشاءاته وإخباراته في إبراهيم وأمته ، ويمكن أن تكون في محمد وأمّته ، ونسأل الله أن يهدينا إلى سبيل الرشاد.
٢١ ـ (يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ ... وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ ...) أي تردّون فيحاسبكم ويعذّب المستحقّ للعذاب ويرحم من يستحق الرحمة.
٢٢ ـ (وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ ...) أي لا يعجز الله عن إدراككم لو هربتم عن حكمه لو كنتم بشرا (فِي الْأَرْضِ) الواسعة أو (فِي السَّماءِ) التي هي أوسع من الأرض بمراتب كثيرة. والحاصل أن