(وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ (٢٨) أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٩) قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (٣٠))
٢٨ ـ (وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ ...) إمّا عطف على إبراهيم ، أي : ولقد أرسلنا لوطا أو بتقدير : اذكر مخاطبا لنبيّه صلىاللهعليهوآله (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ) الفعلة الشّنعاء (ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ) لفظة (مِنْ) زائدة داخلة على الفاعل لتأكيد عدم صدور هذا العمل عن أحد قبلهم من أهل الدنيا بأسرهم وهذا الكلام يؤكّد شناعة العمل وعظم حرمته عنده تعالى بحيث اجتنب عنه جميع الخلق. ثم إنّه تعالى يبيّن الفاحشة بقوله :
٢٩ ـ (أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ ...) أي تفعلون معهم الفعل الشنيع. والاستفهام إنكاريّ (وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ) تتركون السبيل المعتاد من مباشرة النساء المشتملة على المصلحة الّتي هي بقاء النوع وترغب فيها الطّباع خلافا لمباشرة غيرهنّ. هذا بقرينة قوله : لتأتون الرّجال وقيل إن المراد بقطع السبيل هو تعرّضهم للسّابلة بالفاحشة والفضيحة حتى انقطعت الطرق. والسّابلة هي الطّريق المسلوكة للأقوام المختلفة. أو المراد قطع سبيل النّسل ، أو باعتراض المارة بالقتل وأخذ المال (وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ) أي المجلس ما دام أهله فيه (الْمُنْكَرَ) كالضّراط أو اللواط وكشف العورة ونحوها من المنكرات. وفي المجمع عن الرّضا عليهالسلام : كانوا يتضارطون في مجالسهم من غير حشمة ولا حياء. والقمي قال :