العذاب رجزا ورجسا لقلق المعذّب واضطرابه ، يقال ارتجز إذا ارتجس واضطراب.
٣٥ ـ (وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً ...) والمراد بالآية إمّا حكايتهم الشائعة ، وإمّا آثار ديارهم الخربة ، أو الحجار السّجيليّة التي توجد بعض الأوقات فيها ، أو المياه السّوداء الباقية إلى الآن المنزلة مع الأحجار وكانت كالقطران (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) للمتدبّرين المتفكرين للإستبصار والإعتبار.
* * *
(وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٣٦) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ (٣٧))
٣٦ ـ (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً ...) يمكن أن يراد أولاد مدين بن إبراهيم عليهالسلام ، أو أهل مدين الذي هو بلد بناه وسماه باسمه ، وهو على طريق الشام ، وشعيب بن بويب بن مدين ، وكان يقال له خطيب الأنبياء لحسن مراجعته لقومه وهم أصحاب الأيكة. وعن قتادة أرسل شعيب مرتين ، مرة إلى مدين وأخرى إلى أصحاب الأيكة وقوله (أَخاهُمْ) لأن شعيبا كان منهم نسبا فأمرهم بعبادة الله تعالى والرجاء منه تعالى ثوابه يوم الآخرة أو الخوف منه ، فان الرجاء استعمل بمعنى الخوف (وَلا تَعْثَوْا) أي لا تسعوا بالفساد.
٣٧ ـ (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ ...) أي الزلزلة أو صيحة جبرائيل