وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (٤٦))
٤٤ ـ (خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ...) أي بغرض صحيح لا بالباطل لهوا ولعبا. فإن المقصود بالذات من خلقهما هو إفاضة الخير وإنزال الرحمة على الخلق أجمعين. منها إسكانهم فيهما على اختلاف أجناسهم وأنواعهم وأصنافهم وأفرادهم ، ومنها دلالتهما مع ما فيهما على ذاته المقدّسة وعلى أوصافه الكاملة كما أشار بقوله (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) لأنّهم المنتفعون بها حيث إنّهم الراسخون في الإيمان وأهل الاعتبار.
٤٥ ـ (اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ ...) فإنّ قراءته إحياء له وإشاعة لما فيه من الأحكام والوعد والوعيد والقصص الاعتباريّة وغيرها ممّا يحصل به التقرب إليه تعالى بتلاوته وحفظ ألفاظه عن الزيادة والنقصان واستكشاف معانيه ولمصالح أخر هو أعلم بها (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ) فالقمّي نقل أن الإمام عليهالسلام قال من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد عن الله عزوجل إلّا بعدا.
وفي رواية أخرى : فليست صلاته بشيء
وقيل : في قوله : (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى) إلخ .. دلالة على أن فعل الصلاة لطف للمكلّف في ترك القبيح والمعاصي التي ينكرها العقل والنقل ، فإذا كان أثرها أنها تنهى عن القبيح تكون توقيفيّة وإلا فقد أتى المكلّف بها من قبل نفسه. وعن أبي عبد الله عليهالسلام : من أحبّ أن يعلم أن صلاته قبلت أم لم تقبل فلينظر هل منعته صلاته عن الفحشاء والمنكر؟ فبقدر ما منعته قبلت منه.
وروي أن فتى من الأنصار كان يصلّي الصّلوات مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ويرتكب الفواحش. ووصف ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : إن صلاته تنهاه يوما ما. فلم يلبث أن تاب (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) في القمّي عن الباقر عليهالسلام أنه قال : ذكر الله لأهل الصّلاة