أي بالقرآن أو بالنبيّ لاطّلاعهم على نعوته وأوصافه (ص) في التوراة والإنجيل وغيرهما من الكتب السماوية ، ولذا أقرّوا به قبل بعثته بل قبل ولادته. وقال القميّ : هم آل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين (وَمِنْ هؤُلاءِ) أي من العرب أو أهل مكّة أو ممن عاصر النبيّ صلىاللهعليهوآله من أهل الكتابين (مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ) بالنبيّ أو بالقرآن (وَما يَجْحَدُ) ينكر ويكفر (بِآياتِنا) مع ظهورها وقيام الحجّة عليها (إِلَّا الْكافِرُونَ) وقال القمي وما يجحد بأمير المؤمنين والأئمّة عليهمالسلام (إِلَّا الْكافِرُونَ) أي المتوغلون في الكفر المصرّون عليه كأبي جهل وأمثاله من المشركين ، ومن اليهود نحو كعب بن الأشرف وأمثاله من المعاندين للدّين مع جزمهم بصدق القرآن والنبيّ وعلمهم بأن القرآن معجزة له (ص) كما أشار إليه بقوله :
٤٨ ـ (وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ ...) أي قبل ظهور هذا الكتاب الجامع لأنواع العلوم والمعارف على يد أمّي لا يعرف ولم يعرف قبل هذا القرآن قراءة ولا تعلّم من أحد ، وهو بين أظهرهم خارق للعادة ودالّ على كونه معجزة (وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ) أي ما كنت تعرف الخط حتى تخطّه بيمينك ولو كنت تقرأ وتخطّ (إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ) الذين شأنهم الرّيب والباطل وهم كفرة مكّة بقولهم لعلّه جمعه من كتب الأولين والتقطه منها وهو يقرأه علينا وينسبه إلى إله السماء. ولما جاء به مع الأميّة فلا منطق لهم لهذا الاتّهام. وكذلك أهل الكتاب لوقعوا في الشك لو كان من أهل القراءة والخط حيث إنهم وجدوا أوصافه في كتبهم أنّه أمّي لا يعرف القراءة ولا الخط.
٤٩ ـ (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ ...) القرآن آيات ، أي : دلائل على التوحيد والرسالة ، بيّنات أي : واضحات ظاهرات (فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) عن الصّادق عليهالسلام : هم الأئمّة عليهمالسلام ، وقال : نحن ، وإيّانا عنى. والحاصل أنهم هم الذين يحفظونه عن التحريف (وَما