(وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ) مرجع الجميع فإنهم يعودون إليّ لأحاسبهم على أعمالهم الخيّرة والشرّيرة.
* * *
(قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٤٩) فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٥٠) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (٥١))
٤٩ ـ (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ...) قل يا محمد للناس بعد تذكيرهم بهذه الأمور التي يجب أن يتفكّروا بها ويعقلوها : أنا نذير لكم ومخوّف من عذاب الله في الدنيا والآخرة ، وأنا مبيّن لكم ما تصير إليه حالكم إذا أمعنتم في العناد والكفر ، وأنا نذير للمؤمنين أيضا ولسائر الناس وإليكم تفصيل حالكم جميعا أيها النّاس :
٥٠ ـ (فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ...) أمّا المؤمنون الذين التزموا بأوامرنا ونواهينا وقاموا بالأعمال الصالحة الحسنة ، فأولئك (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) أعددنا لهم عفوا عن صغار ذنوبهم (وَ) لهم منا أيضا (رِزْقٌ كَرِيمٌ) وهو نعيم الجنّة ورزقها الكثير السخيّ فإنه نعيم في أكرم دار والكريم من كلّ نوع ما يجمع جميع فضائل الكرم.
٥١ ـ (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ ...) أي الذين عملوا على إبطال آياتنا فردّوا القرآن واعتبروه باطلا غير منزل من السماء. والمعاجزون هم المسابقون لنا الظانّون أنهم يفوتوننا أو يخرجون من قبضتنا أو يتمّ كيدهم. وهي من : عاجزه ، إذا سابقه ، لأن المتسابقين يطلب كلّ منهم إعجاز الآخر عن اللحاق به. ف (أُولئِكَ) المعاجزون الساعون في إبطال آياتنا هم