إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١١) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (١٢) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ (١٣) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (١٤) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (١٥) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (١٦))
١١ ـ (اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ...) يخفى أن في الآية السابعة السابقة على هذه الكريمة أمر الله تعالى بالتفكّر في الأنفس حيث إنها أقرب للمتفكّر من غيرها فيحصل للإنسان مرآة من التفكّر في النفس فيرى بها ما يتجلّى في سائر المخلوقات ليتحقّق له بذلك أن القادر على إبداع هذه المخلوقات من العدم ، قادر على إعادتها بعد إفنائها. ثم كرّر هذا المعنى في هذه الآية بقوله (اللهُ يَبْدَؤُا) إلخ من باب تذكير النعمة وتبيين القدرة حيث إن الذكرى تنفع المؤمنين ، وتأكيدا لما في السابق. والمعنى أنّه تعالى يخلقهم ابتداء ثم يعيدهم بعد الموت أحياء كما كانوا (ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) للجزاء أمّا العدول من الغيبة إلى الخطاب فللمبالغة في المقصود ، وقرئ يرجعون بياء الغيبة.
١٢ ـ (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ ...) أي يتحيّرون في أمرهم وييأسون من رحمة ربّهم فهم محزونون منكسرون صامتون.
١٣ ـ (وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ ...) أي ممّن أشركوهم بالله لم يكن لهم من يعينهم ويجيرهم من العذاب وشدائد يوم القيامة (وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ) جاحدين متبرّئين منهم.