مخفورا أو مطلوبا على الأقل إلى ما لا يؤثره ولا يحبه. ومنه : أحضروه إلى مجلس الحاكم ، وإلى حضرة الخليفة ، وإلى دار السلطان ، لمحاسبته على جرم ارتكبه ، أو لمحاكمته على فرية نسبت إليه.
* * *
(فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (١٨) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ (١٩))
١٧ و ١٨ ـ (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ...) سبحانه : أي تقديسا له عزّ وعلا. وقد ذكر هنا ما تدرك به النّجاة والفوز بالجنّة وما يكون سببا لنيلهما ، وهو تسبيحه تبارك وتعالى. والجملة واقعة خبرا إذ المراد : والأمر سبحان الله ... يعني : الأمر هو أن تسبّحوه وتنزّهوه عمّا لا يليق به حين تمسون : تدخلون في المساء ، وحين تصبحون : تدخلون في الصباح ، فإنّ ذكركم له بالتقديس في هذين الوقتين من أفضل العمل (وَلَهُ الْحَمْدُ) أي الثناء والمدح (فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ممّن فيهما فإنه المستحق لمدح أهلهما لإنعامه عليهما ، فلا بدّ من أن يحمدوه (عَشِيًّا) حين يدخلون في العشية (وَحِينَ تُظْهِرُونَ) تدخلون في الظهيرة وتقديم الظّرف أي الخبر على الحمد أي المبتدأ للحصر لأن غيره لا يستحق مدحا. وهذه الآية كسابقتها في كونها إخبارا ولكنها في معنى الأمر بالثناء عليه في خصوص هذه الأوقات لشرافتها وعظمتها عنده تعالى على غيرها من الأوقات واعلم أن ذكره تعالى حسن في كل الأحوال والأوقات ، وحمده والثناء عليه وتنزيهه عمّا لا يليق بجنابه وتمجيده وشكره واجبة كلّها في جميع الأوقات ، فالاختصاص لما ذا؟ والجواب : أن الإنسان ما دام في الدنيا لا