عافية (فَرِحُوا بِها) بطروا بسببها ولا يشكرونها (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ) شدّة ومصيبة (بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) أي بشآمة معاصيهم (إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ) أي يفاجئهم اليأس عن رحمته لا يشكرونه على النعمة ولا صبر لهم على المحنة.
* * *
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٣٧) فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٣٨) وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (٣٩))
٣٧ ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ ...) أي يوسّع عليه (وَيَقْدِرُ) أي يقتّر عليه ويضيّق فلا بدّ لعباده أن يشكروه على كل حال في السراء والضرّاء لأن أزمة الأمور كلّها بيده ويفعل بالنسبة إلى عباده ما فيه صلاحهم طبق حكمته التامّة وقدرته الكاملة (إِنَّ فِي ذلِكَ) أي في إذاقتهم الرحمة وإصابتهم بالسيئة أو في بسط الرزق وتقتيره أو في المجموع (لَآياتٍ) دلائل عبرة للمؤمنين فإنّهم أهل الاعتبار.
٣٨ ـ (فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ...) أي أعط يا محمد أقرباءك فرضهم من الخمس. وعن الصّادق عليهالسلام : لمّا نزلت هذه الآية أعطى النبيّ صلىاللهعليهوآله فاطمة فدكا ، وفي نسخة وسلّمه إليها (وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ) أي حقهما من الخمس إن كانا من بني هاشم ، وإلّا فمن الزكاة