(٤٠) ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٤١) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (٤٢) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (٤٣) مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (٤٤) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (٤٥))
٤٠ ـ (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ...) أي أوجدكم وأنشأكم بعد ما كنتم معدومين محضا (ثُمَّ رَزَقَكُمْ) أعطاكم أنواع النعم (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) عند انقضاء آجالكم (ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) يوم الحشر الجزاء الأعمال (هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ ...) الآية فإنّ الله تعالى في هذه الشريفة أثبت لوازم الألوهيّة لنفسه المقدسة ونفى عمّا أشرك به الملاحدة من قريش وكفرة العرب من الأصنام والأوثان وغيرها ، ثم بالغ في إنكاره وأكّد وحدانيّته جلّ وعلا بما يدلّ عليه البرهان يشهد عليه العيان والوجدان فاستنتج تقدّسه وتنزّهه عن إشراك المشركين وإلحاد الملحدين بقوله (سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) ثم إنّه سبحانه بيّن ما يترتّب على الشّرك وترك التوحيد من الآثار الفاسدة وأنواع المصائب والوقائع بقوله تعالى :
٤١ ـ (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ...) أمّا ظهور الفساد في البرّ فبمنع السماء أمطارها فيقع الجدب والقحط والغلاء والآفات في الزّرع وقلّة الثمرات وكثرة الأمراض والأوبئة وموت الفجأة وكثرة الحرق والحروب والهدم ونحوها ، وأمّا في البحر فبكثرة الطوفانات والفيضانات وثوران البحار