أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (١٤) وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٥))
١٢ ـ (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ ...) أي العقل والفهم على ما في الكافي عن الكاظم عليهالسلام ، وعن الصادق عليهالسلام : أوتي معرفة إمام زمانه. وكان لقمان بن باعور ابن أخت أيّوب عليهالسلام أو خالته وعمّر حتى أدرك داود عليهالسلام (أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ) أي لأن ، أو قلنا له أشكر لله (وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ) أي لعود نفعه إليها. والله (غَنِيٌ) عن شكر الشاكرين (حَمِيدٌ) أي حقيق بالحمد حمد أو لم يحمد.
١٣ ـ (وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ ...) أي اذكر يا محمّد إذ قال لقمان لابنه ، ويجوز أن يتعلّق بقوله (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ) إذ قال لابنه (وَهُوَ يَعِظُهُ) أي يؤدّبه ويذكّره (يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ) وقيل كان كافرا فما زال به حتّى أسلم (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) لأنّه تسوية بين أشرف الموجودات وأخسّ المخلوقات وهي الأوثان المنحوتة من الجمادات كالأحجار والأخشاب والأصنام المصنوعة من الذهب والفضّة والصفر والحديد .. وهذا الكلام من نصائحه الحكميّة. وروي عن النبي (ص) أن واحدا من عظماء بني إسرائيل مرّ على لقمان ورأى أن جمعا كثيرا اجتمعوا عليه يستمعون من مواعظه وكلماته الحكميّة فناداه : يا لقمان أما أنت الأسود الذي كنت ترعى أغنام فلان؟ وقال له هذا من التعجّب لا تحقيرا. فقال لقمان : نعم أنا ذاك. فسأله : بأيّ عمل نلت هذا المقام السّامي؟ أجابه : بثلاثة أمور : بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وترك ما لا يعني. وقد فسّر بعض شرّاح الحديث (ما لا يعني) بترك الآمال. ولكنّ الظاهر أنه ترك الكلام