٢٦ ـ (لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ...) أي هو المالك لهما ملكا وخلقا (الْغَنِيُ) على الإطلاق (الْحَمِيدُ) بالاستحقاق.
٢٧ ـ (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ ...) أي ولو ثبت أن الأرض بجميع أشجارها صارت أقلاما (وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ) أي البحر المحيط مع سعته بعد تماميّة مائه الذي صار مدادا يضاف إليه ويمدّه سبعة أبحر مثله ، وصار جميع الخلائق من الإنس والجنّ والملائكة كتّابا (ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ) أي ما انتهت كلماته الدالة على علمه وحكمته بكتابتها بتلك الأقلام وبذلك المداد لعدم تناهيها وغاية كثرتها ، فإن معلوماته تعالى ومقدوراته غير متناهية ، فكلماته التي تعبّر عنها كذلك. وقد أغنى عن ذكر الكتّاب بذكر القلم والمداد كما أغنى بذكر (المدد) عن ذكر المداد لأنه من مدّ الدّواة وأمدّها ، وجمع القلّة يشعر بأن ذلك لا يفي بقليلها فكيف بكثيرها (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ) غالب على كلّ شيء (حَكِيمٌ) لا يخرج عن علمه وحكمته شيء.
٢٨ ـ (ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ ...) أي إلّا كخلقها وبعثها في قدرته فيكفي فيها إرادته ولا يحتاج إلى تسبيب الأسباب وتهيئة الأدوات والآلات فيأمر بقوله : كن فيكون ، فيتمّ الخلق ، وكذلك البعث فإنه يأمر إسرافيل عليهالسلام أن ينفخ نفخة واحدة لنشر الأموات وبعثها ، فإذا نفخ في الصّور إذا هم يحشرون بلا فاصل ، وذلك لأنّه أجلّ وأعلى من أن يتصدّى لإحيائهم وحشرهم مباشرة. ثم إنّه يبيّن ويوضح لهم قضيّة تسهيل أمر البعث وتيسيره على ذاته المقدسة بأمر آخر وآية واضحة محسوسة لكلّ النّاس بقوله :
٢٩ ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ ...) أي يدخل (في النهار) بأن ينقص منه في أوقات الصيف ويزيد في النهار ، ويفعل عكس ذلك في الشتاء ، فلذا ترى أن ليالي الصيف قصيرة ونهاراته طويلة ، وفي الشتاء ترى