كثيرا ما يدرك من الأمور المعنوية ما لا يكون من مقولة المحسوسات ، فيمكن أن يكون وجه جمعه رمزا وتنبيها على هذا ، أي كونه أكثر أفرادا من السّمع ، وهو جلّ وعلا أعلم بما قال ونسأله الإلهام بأسرار كتابه (قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) (ما) زائدة ، و (قليلا) صفة للمفعول ، أي : تشكرون شكرا قليلا. وفائدة زيادة (ما) هو التأكيد ، كما أن تقديم (قليلا) للتأكيد في قلة الشكر.
* * *
(وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ (١٠) قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١١) وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ (١٢) وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١٣) فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٤))
١٠ و ١١ ـ (وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ ...) أي غبنا فيها بالدّفن ، فإن كلّ شيء غلب عليه غيره حتّى يغيب فيه فقد ضلّ فيه ، أو بأن صرنا ترابا مخلوطا بترابها بحيث لا نتميّز عنه (إِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) أي يجدّد