وحقّق وسبق وعيدي (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) بسوء اختيارهم نسيان العاقبة وترك التفكّر فيها كما يشير إليه بقوله سبحانه :
١٤ ـ (فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ ...) يعني نتيجة ترك التذكّر والتدبّر ونسيان لقاء هذا اليوم هو أن تذوقوا العذاب الأليم ، وقوله (لَأَمْلَأَنَ) جواب للقسم الذي استفيد من قوله تعالى (حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي) فإنّ القول من الله بمنزلة القسم منه تعالى (إِنَّا نَسِيناكُمْ) أي جازيناكم بنسيانكم أو تركناكم من رحمتنا (عَذابَ الْخُلْدِ) أي الدائم (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) من الكفر والمعاصي.
* * *
(إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (١٥) تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (١٦) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٧))
١٥ ـ (إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا ... خَرُّوا سُجَّداً ...) أي كبّوا ووقعوا على وجوههم خضوعا وخشية لله تعالى (وَسَبَّحُوا) أي نزّهوا ربّهم عمّا لا يليق به (بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) أي متلبّسين به (وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) عن عبادته.
١٦ ـ (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ ...) أي تتنحّى وتتباعد جنوبهم عن مضاجعهم وفرش نومهم واستراحتهم للتهجّد (خَوْفاً) من عذابه