يَرْجِعُونَ) أي لعل من بقي منهم يتوبون. وقيل : فاخر الوليد بن عقبة عليّا عليهالسلام يوم بدر فقال عليّ عليهالسلام : اسكت إنّما أنت فاسق ، فأنزل الله تعالى تلك الآيات.
٢٢ ـ (وَمَنْ أَظْلَمُ ... إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ ...) أي من كلّ آثم ومجرم. فكيف ممّن كان أظلم من كلّ ظالم؟ ثم إن قريش لمّا كذّبوا النبيّ الأكرم مع تلك الآيات الواضحة والبراهين الساطعة فقد اغتمّ صلىاللهعليهوآله لذلك غمّا شديدا ؛ فالله تعالى تسلية للنبيّ ووعيدا لقومه نبّههم على قصّة موسى عليهالسلام وتكذيب قومه ونسبة السّحر إليه فقال سبحانه :
* * *
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ (٢٣) وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ (٢٤) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٢٥))
٢٣ ـ (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ ...) أي لا تشكّ بلقاء موسى ربّه يوم القيامة أو من لقائك الكتاب أي القرآن ، أو الضمير راجع ابتداء إلى القرآن نحو (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ) أو راجع إلى موسى أي من لقائك موسى في الحياة الدنيا أي ليلة الأسراء (وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ) أي التوراة أو المراد نفس موسى كما أن ابن عبّاس صرّح برجوع الضمير إلى موسى في (لِقائِهِ) فكذلك هنا.